سياحة المعارض
كثيراً ما نستمع إلى "كلمة" سياحة المعارض كنوع من أنواع صناعة السياحة، ونمر عليها سريعاً ضمن باقة من أنواع السياحة المتخصصة الأخرى، ويبدو الأمر سهلاً سهولة نطق الكلمة، لكن الحقيقة ليست كذلك.
تقسيم صناعة السياحة وتصنيفها ظهر مؤخراً بعد تشعب الصناعة وتنوع أفكارها، وتطورها خلال سنوات طويلة مضت، وكانت سياحة المعارض تخصصاً ظهر على استحياء، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح واحداً من أهم أنواع السياحة في العالم.
وتعتقد بعض المقاصد السياحية أن سياحة المعارض لا تحتاج منها أكثر من مركز للمعارض، يضم قاعات كبيرة متاحة للتأجير من قبل شركات تنظيم المعارض، ومن ثم يبدأ هذا النوع من السياحة في التحرك!
وهذا الاعتقاد الخاطئ، تسبب في تأخر دول كثيرة عن اللحاق بركب سياحة المعارض لسنوات طويلة، ولا يزال يؤخر مقاصد سياحية مهمة حول العالم، فسياحة المعارض في العالم هي منظومة متكاملة من العوامل والمقومات والأفكار والأسباب، تجعل هذه السياحة تزدهر وتتطور.
ولإيجاد سياحة معارض حقيقية، فأنت تحتاج إلى مطارات وشركات طيران متطورة، وخطوط جوية ممتدة حول العالم، ومجموعة فنادق متنوعة المستويات، وقوانين تسهل حركة البشر والبضائع، وخدمات أمنية متطورة تجعل نسب الأمان والأمن عالية، وطرق ومواصلات حديثة، وأسواق متنوعة ومراكز تسوق متطورة، ومراكز سياحية ترفيهية جذابة، وبيئة نظيفة، ومستوى ثقافي متقدم لسكان المدن، وغيرها من العوامل والمقومات.
فالمنافسة في عالم سياحة المعارض أصبحت كبيرة جداً على مستوى العالم، والوجهات السياحية العالمية تضع إمكانات عالية جداً من أجل هذا النوع من السياحة المتخصصة، وهناك أكثر من 300 وجهة سياحية للمعارض تتنافس في هذا المجال.
كل هذه المفاهيم أدركتها الإمارات، كوجهة سياحية، مبكراً، ولهذا نجحت في استقطاب عدد كبير من أهم المعارض العالمية، وهذا النجاح يمكن أن نرده إلى استيعاب السياحة الإماراتية لمتطلبات سياحة المعارض، واستيعابها إلى أهمية هذا النوع من السياحة.
فالقطاع يجلب فئات مرتفعة المستوى من السياح، ويضمن استمرارية سياحية موزعة على مدى العام بشكل منتظم، ويضمن حداً أدنى من التدفق السياحي يواجه أي مشاكل أو عوائق تواجهها صناعة السياحة على مستوى العالم.
والدليل على نجاح الإمارات في هذا المجال أننا من الممكن أن نعدد أسماء عدد كبير من المعارض العالمية، التي تقام على أراضيها منذ سنوات بنجاح كبير، واستمرار وتطور ملحوظ عام بعد عام، وتنوع في المجالات والتخصصات لم يسبق له مثيل في وجهات سياحية عالمية، وهذا النجاح ليس وليد المصادفة، وإنما نتاج جهد وتخطيط وتكامل في الرؤى واستيعاب للمفاهيم الحديثة.
واليوم نحن في انتظار ذلك الخبر السعيد الذي يتوج كل هذه الجهود، ويؤكد كل هذا النجاح والتطور، "إكسبو 2020"، الذي ننافس عليه بقوة ونحن نفخر بكل ما أنجزناه في هذا المجال.
وحياكم الله
رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
a_thahli@hotmail.com